السبت، 25 أبريل 2009

اعطُــوا اليـَــهُودَ حُقوقَهم....!!!







اعطُــوا اليـَــهُودَ حُقوقَهم....!!!

مصر العزيزة الأبية مدينة لليهود ربما بالكثير...!!! فهم قد خرجوا منها مرتين أو أُخرِجوا، ومنهم من كان بريئاً لا ذنب له غير أنه يهودي الأصل، واليهودية ديانة أقر لها الإسلام حقوقاً وأدخلها في ذمة المسلمين. وليس هناك من مسلم يمكنه أن ينكر حقوق أهل الذمة، سواء كانوا قبطاً أو يهوداً. فهم أصحاب حقٍ في رقابنا، ولا يعني فقر الشعب في مصر أن مصر نفسها فقيرة، بل هي من أغنى بلدان الأرض وهي أكثرها تعرضاً للنهب والتخريب. فأموال المصريين تُنهب منذ أن انفصلت عن الخلافة العثمانية وتحكمت فيها ملوك سارقة ورئاسات مارقة. وكان اليهود يعيشون في كنف المصريين حتى الخروج الثاني، ولا يزال بعض المصريين يذكرون علاقات طيبة مع بعضهم، ولولا عادات اليهود الصارمة في الزواج لاختلطت الأنساب وذابت اليهود في مصر كما ذابت غيرها من الأجناس. فنحن منا المصريون ومنا الرومان الأصل ومنا العرب ومنا الترك ومنا حتى الفرنسيون والإنجليز الأصل، قد تم صهر ذلك كله في بوتقة مصر الحامية وتطاير عنه الخبث فظل في النهاية مصرياً أصيلاً.

ولكن الطبيعة التي وصم بها القرآنُ الكريمُ اليهودَ – وهو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - هي أنهم أكثر الناس عداوة للذين آمنوا، ويليهم في الترتيب: المشركون، وأنهم لن يرضوا عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم – ومن ثم المسلمين – حتى يتبع ملَّتهم. واتباع الملة هنا ليس بالتهود وترك الإسلام فحسب، وإنما بجعل الولاية لليهود من دون الله.

واليهود وإن قل عددهم، غير أن وجودهم التاريخي قد فاق إلى حد كبير وجود الصينيين والهنود (نصف البشر تقريباَ)، وذلك لقربهم من مهابط الوحي وحدوث الإحتكاك التاريخي الذي سجلته الكتب السماوية المباركة، وأن عددا كبيرا من الأنبياء والرسل كان في بني إسرائيل الذين اختصوا باليهودية والمسيحية فتمسكوا بالأولى، ولفظوا الثانية وصدروها للأوربيين وغيرهم بغير حق وقد كانت مُنزَّلة عليهم ولهم. وكانوا أمة مفضلة على سائر الأمم، فعصَوا ربهم، فقلب الله التفضيل إلى لعنة، وجعل منهم القردة، والخنازير، وعَبَدَ الطاغوت، فانتهى نسل الأولى والثانية في الجيل الملعون، وتكاثر نسل الثالثة في سائر الأجيال التالية لذلك، حتى باتت مناصرة طواغيت الظلم والفساد علامة مميزة لتاريخ اليهود منذ عهد التوراة.

القصة الثانية لليهود في مصر:

" روى في تقرير مطول بعنوان: "يهود مصر" نشرته صحيفة "التقرير" الجنوب أفريقية في عددها الصادر أمس الأول، كيف استقبل الشعب المصري 14 ألف يهودي نزحوا إلى مصر أثناء الحرب العالمية الأولى، وشاركوهم العيش في أمان وطمأنينة وسلام، وكانوا يعاملون معاملة أهل البلد، لكن مع الشعور بخطر الحركة الصهيونية، تم ترحيل خمسة آلاف يهودي إلى فلسطين وبلاد الشام.


وأوضح أن الحكومة المصرية، وأثناء عملية نزوح اليهود إلى مصر أرسلت مندوبًا من وزارة الداخلية لدراسة أحوال اليهود اللاجئين واحتياجاتهم، وقابل إدجار ساويرس رئيس الطائفة اليهودية بالإسكندرية السلطان حسين كامل الذي تعاطف مع اللاجئين، وأمر بفتح مناطق القباري والبلدية ومبنى الحجر الصحي والمحافظة ومحطة الورديان بالإسكندرية لهم. كما أمر بصرف إعانة يومية وإقامه مدارس كان يدرس فيها الأطفال باللغة العبرية.

وأضاف أن اليهود حظوا بنفس الرعاية في عهد الملك فؤاد، حيث تولى وزارة المالية في مصر يوسف قطاوي باشا، وهو يهودي لاجئ ولم تقف مصر حائلا للطموح المالي لليهود المقيمين فيها، فظهرت أسماء رأسمالية تحكمت في الاقتصاد المصري مثل شيكوريل الذي أسس متاجر شيكوريل، وريكو الذي ساهم في تأسيس بنك مصر مع طلعت حرب باشا، وكذلك موسى قطاوي الذي أسس خط سكة حديد أسوان وشرق الدلتا وشركة ترام وسط الدلتا.

وأكد الكاتب أن اليهود كانوا يمارسون طقوسهم الدينية بحرية تامة إلى الحد الذي وافقت فيه السلطات المصرية على إنشاء أكثر من 80 معبدا لهم، 29 بالقاهرة، و20 بالإسكندرية، والباقي موزع على مختلف أنحاء البلاد، كما أصدر اليهود صحفا تعبر عن أفكارهم ومصالحهم منها مجلة "إسرائيل" التي صدرت بثلاث لغات ومجلة "إسرائيل مصر" التي صدرت بالفرنسية.

ورغم ما قدمته مصر لهم، يشير الكاتب إلى تنكرهم إلى مصر، ويدلل على ذلك بأعمالهم التخريبية في بداية العهد الجمهوري لمصر بعد الإطاحة بالملكية، مشيرًا إلى فضيحة "لافون" التي كانت تهدف وقتذاك إلى إحراج الحكم الثوري، وعرقلة أي اتفاق مصري بريطاني للجلاء عن مصر. وأشار إلى قيام اليهود بسلسلة تفجيرات عام 1954، حيث نسفوا مبنى البريد بالإسكندرية ووكالة الاستعلامات الأمريكية والمركز الثقافي الأمريكي بالقاهرة. ولفت إلى أن إسرائيل زرعت عشرات الجواسيس في مصر بهدف خلخلة أمنها ورصد الأوضاع الداخلية، ومن هؤلاء إيلي كوهين، باروخ مزراحي، شاكر فاخوري، فؤاد حمودة، خميس بيومي، زكي حبيب، توماس المصري، رجب عبد المعطي، يعقوب جاسم، سمير باسيلي انشراح موسى عزام عزام.

وذكر الكاتب أنه كان هناك عشرات الفنانين اليهود في مصر، منهم على سبيل المثال، ليلى مراد ونجمة إبراهيم وراقية إبراهيم وتوجو مزراحي وميمو رمسيس وكيتي، وأشار إلى "خيانة" راقية إبراهيم لمصر، بعد أن هاجرت إلى الولايات المتحدة، حيث عملت بقسم الاتصال والإعلام الخاص بالوفد الإسرائيلي بالأمم المتحدة. (المصدر: موقع أبناء مصر ttp://www.abna2masr.com). "

ولكن ماذا عن حقيقة الخروج الثاني لليهود من مصر؟

الواقع أن خروج اليهود الثاني من مصر كان في حقبتي الخمسينات والستينات، وكان ذلك بسبب رغبة اليهود في السفر إلى فلسطين جرياً وراء الدعاية الصهيونية التي تبشرهم بخلق وطن قومي لليهود في فلسطين. ولقد سافر معظم اليهود طائعين إلى فلسطين، وشأن من يفعل ذلك أنه يتصرف في سائر ماله، ويقوم بتسييل أصوله وممتلكاته، ثم ينزح سراً إلي فلسطين. وبعد تطور الأوضاع تم ترحيل 5000 يهودي خارج مصر، حطت رحال معظمهم في الشام وفلسطين، وقد كان هذا الترحيل خطأَ استراتيجيا كبيرا – لا نعرف مدى براءة الحكم الناصري من تعمده- يصب في مصلحة الصهيونية العالمية ومساعيها المستمرة لتكريس الإحتلال الصهيوني لفلسطين تحت غطاء دعاية أرض الميعاد اليهودية. والمعروف أن أرض الميعاد رواية حقيقية غير أن أصلها قد تم تزويره كسائر الحقائق التي تتناول التاريخ اليهودي. فلقد أقر القرآن تجمع اليهود قبيل الساعة (القيامة) تمهيداً لحسم الموقف التاريخي المؤجل لعقاب الله سبحانه لليهود علي إفسادهم في الرض مرتين، حين يأتي الله بهم لفيفاًً ، وكأنهم على موعد مع القدر. غير أن اليهود قد بدلوا القصة – وذلك مكر من الله تعالى بهم، والله خيرُ الماكرين- فجعلوا من تجمعهم بداية لعصر اليهود في ارض الميعاد – بزعمهم- والسيادة على كوكب الأرض برمته وتسخير غيرهم لخدمتهم – بسبب عقدة السخرة عند المصريين التي لا زالت تحرك بواطنهم- وأسموا ما عداهم بالجوييم، وهو تعبير عنصري يضع ما دون اليهود في مرتبة البهائم الضالة المستحقة للسخرة.

"حارة اليهود".. التي تقع بجوار شارع الموسكي الشهير في القاهرة، لم تكن أبدا حارة بالمعنى اللفظي للكلمة وإنما هي حي كامل به حوالي 360 حارة متصلة ببعضها البعض أي كانت بمثابة "جيتو" يهودي في مصر. هذه الحارة لم يبق ما يدل على اسمها سوى النجمة السداسية المصنوعة من الحديد على أبواب منازلها التي هجرها أصحابها اليهود، أو تلك المنقوشة بالحجر على مداخل تلك المنازل، أو تلك الأسماء التي تدل على يهودية صاحبها والمنقوشة على بعض المنازل مثل "موسى ليشع عازر 1922"، حتى أخر اليهوديات التي ما زالت على قيد الحياة لم يعد لها وجود بالحارة.


كانت حارة اليهود تضم 11 معبدا يهوديا، لم يتبق منها حاليا إلا ثلاثة معابد فقط، هم معبد ومقام موسى ابن ميمون، والذي بني بعد وفاة ابن ميمون الفيلسوف والطبيب اليهودي الشهير عام 1204، والذي كان أحد المقربين من السلطان صلاح الدين الأيوبي، وداخل المعبد سرداب يدخله الزائرون حفاة الأقدام إلى "الغرفة المقدسة"، التي رقد بها جثمان صاحب المعبد لمدة أسبوع قبل نقله إلى طبرية بفلسطين، والمعبد الثاني هو معبد "أبي حايم كابوسي" بدرب نصير، بالإضافة إلى معبد "بار يوحاي" بشارع السقالية.

وكان اليهود يتركزون في القاهرة والإسكندرية، كعادتهم في اختيار اماكن النفوذ السياسي والتجارة. وهم يعشقون القاهرة عشق اللصوص للذهب والألماس. وتحتل مصر في قلوبهم موقعا خاصاًً، فهم قد وفدوا عليها في القديم بضع عشرات حتى صاروا ألوفاًً نبتت أكتافهم من خيرها، وبدأ لهم منذ ذلك وجود في التاريخ (وإن كان تاريخهم أسوَداً)، ثم جاؤوها بعد ذلك حين ضاقت بهم الأرض ولفظتهم أوربا لرجسهم وقررت أن تجعل من أرض الإسلام مركزا لتلك النفاية، نكاية بتاريخ الإسلام الناصع الطاهر. واستضافتهم مصر في آلاف من النازحين اللاجئين المقهورين، فأعزتهم للمرة الثانية، وأحسنت ضيافتهم التاريخية، فما رعوها حق رعايتها، وأُُخرجوا منها بإثمهم ورَوَثِهم الذي بات يزكم أنوف المصريين الطـُـهر.

لقد فتحت لهم مصر أبواب التاريخ على مصراعيه، ةأصابوا فيها رزقاً وفيراًً حتى صاروا من الأغنياء، ثم رحلوا ورحلت أموالهم، ثم رُحِّلوا وبقت ديارهم خاوية على عروشها. واليوم لهم أن يستعيدوا مقابل تركتهم. وما ذلك بالكثير، فلم يتم ترحيل اكثر من 5000 آلاف من مجموع عشرين ألفا أو يزيد، ولم يكونوا ذوي مال يُذكر، اللهم غير بنايات كثيفة في حارات ضيقة، ولم يكونوا أهل إنفاق، فهم اليهود المشهورون بالبخل الشديد. فكم كانت ثروة هؤلاء الخمسة آلاف طريد؟ سنقول مائة ألف للواحد. فيكون نصف مليار دولار، ثم تزيد على مدي اربعين عاماًً، فتصل إلى مليار دولار أو حتى مليارين. هذا حقهم، ولسنا لنأكل حق أحد وإن جاؤونا عرايا فكسوناهم، وجوعى فاطعمناهم، ومشردين فآويناهم. ولكن ألا يكون من حقنا خصم الأضرار التي سببوها بجرائمهم قبيل ترحيلهم؟

إلى هنا ونحن ندفع ما علينا، فهل يدفعون ما عليهم؟ وما هو؟

إنه لكثير، وأكثر من أن يتحمله أحد على الإطلاق. إن السرقة الأولى وأكبر سرقة جماعية في التاريخ سجلها العهد القديم (التوراة). سفر الخروج من الإصحاح‏35‏ وفي الآيات من‏12:36‏، وفي نفس سفر الخورج وفي الإصحاح‏15:21,3-22. وفي توراتهم نفسها دليل إدانتهم، وفي القرآن الكريم الدليل الذي لا يملكون مدافعته. الذهب الذي به بنو العجل ذي الخوار: إلاههم الذي عبدوه من دون الله الذي أماتهم ثم احياهم، وشاهدوا ذلك بعينهم ولا يزالون يجادلون. فماذا كانت قصة ذلك الذهب؟ وهل كان كثيراً؟ هل يكفي لسداد هذا الدين الذي يطالبوننا به؟ هل يكفي لسداد ديون مصر التي تثقل عاتقنا؟ هل تكفي الحكومة التائهة لكي توزع رغيف الخبز بالمجان لألف سنة أو يزيد؟ أم أنه مجرد عجل حوليي صغير؟ أو ربما هو عجل من صفائح ذهبية لا يزن بضعة كيلوجرامات؟ إن الكيلوجرام الواحد من الذهب الآن أصبح يساوي أكثر من ثلاثين الف دولار أميركي. فكم طناً كانت تلك السرقة التاريخية المروعة، التي خرج لها فرعون بجيش قالوا إنه مليونان؟ راح كله بخيله ورجله جزاء محاربة النبي الكريم وتحدي الإله الواحد القهار. فجعله الله نكالا لما بين يديه وما خلفها وموعظة للمتقين.


حساب الحق الأول: "في الوقت الحاضر جار حساب الأمتعة الذهبية وغيرها وإذا افترضنا أن ما سرق هو طن واحد وأنه يتضاعف كل عشرين سنة إذا كانت الفائدة‏%5‏ سنويا فقط‏,‏ وحيث إن الطن هو حوالي‏700‏ كيلو جرام من الذهب الصافي.ـ لاحظ أن ما تمت سرقته هي مشغولات، أي مخلوطة بمعدن النحاس ـ علي الأقل فإنه يكون بعد ألف سنة حوالي‏1125898240‏ مليون طن أي ما يوازي‏1125898‏ مليار طن في الألف سنة بمعني آخر‏1125‏ تريليار طن ذهب أي مليون المليون طن ذهب بالنسبة للطن الواحد المسروق وفي الغالب أن الذهب المسروق يقدر بحوالي‏300‏ طن ذهب وذلك ليس فقط لمدة ألف ستة بل لـ‏5758‏ سنة وهو التقويم اليهودي ومن ثم تكون حسبة الدين كبيرة جدا‏.‏ إن 700 كيلوجرام من الذهب الخالص وحدها تساوي الآن نحو 30000*700*1000 أي حوالي 21,000,000,000 أي 21 مليار دولار أميركي، منذ 5758 سنة. "فهل ستنتظر الدول الدائنة على ديون مصر ألف سنة فقط حتى نكون ضمنا حكومة رشيدة على الأقل؟

حساب الحق الثاني: كان هذا هو أحد الحقوق المصرية لدى اليهود. والذي بدأ بدين أساسي (أصل الدَّين) أكثر من 21 بليونا من الدولارات (البليون = مليار = ألف مليون). وأما الحق الثاني فيتمثل في التعويضات التي يجب أن يدفعها اليهود الصهاينة إلى المصريين جراء ما سببوه من دمار وخسائر باعتداءاتهم على الأراضي المصرية والشعب المصري في الفترة من 1956 إلى 1973. وفقدان مصر في حروبها مع الكيان الصهيوني الغاشم قرابة 120 ألفاَ من المصريين، خلا الممتلكات والثروات التي ضاعت في حرب، يدرك القانون الدولي والتاريخ أنها إعتداء صريح على دولة ذات سيادة. فكم يكون التعويض عن ذلك؟ وهل يحق لإنجلترا وفرنسا التي ساندتاها في 1956، أو أميركا التي ساندتها في حرب 1967 وحرب 1973 أن يطالبونا بدين قبل أن يدفعوا لنا تعويضات عن المشاركة الفعلية واللوجيستية في حرب إعتداء على الأراضي المصرية؟

حساب الحق الثالث: تمكن الكيان الصهيوني اللقيط من احتلال أرض سيناء المصرية منذ منتصف 1967 إلى تسلم طابا سنة 1989واغتصاب ثرواته على مدى أكثر من عشرين عاما تعادل نصف الفترة التي قضاها اليهود في مصر بعد هروبهم من أوربا في نهاية الحرب العالمية الأولى (1914-1918) والتي كانوا من أشعلها بعد نجاحهم في اغتيال وريث العرش النمساوي "فرانز فرديناند" في (28 يونيو 1914) على يد صربي. فما هو التعويض عن احتلال هذه الأرض ونهب ثرواتها؟

حساب الحق الرابع: يدعي أدعياء سوء بأن مصر قد استردت كل شبر من أرضها، غير أن الحقيقة هي أننا لا زلنا لم نسترد قطعة هائلة واستراتيجية من أرض الكنانة، وهي أم الرشراش، التي يسميها العدو الصهيوني ميناء إيلات، وهي بالنسبة لهم أغلى من الرقبة، فهي منفذهم الوحيد على البحر الأحمر، وتعني استعادتها خنق ذلك الكيان الغاصب وشل حركته استراتيجيا وقطع يده التي تمتد بالسوء لمصر في منابع النيل. فكم يكون تعويض هذا الميناء بعد استعادته وضمه إلى الأرض الأم؟

حساب الحق الخامس: قامت عناصر ارهابية من العدو الغاشم بقتل الأسرى المصريين المقيدين ودفن بعضهم أحياء ومطاردة البعض في الصحراء المفتوحة الواسعة حتى الموت عطشا أو بالرصاص. واعترفت مصادر صهيونية بذلك ووثقته مصادر أخرى، بل تم تسريبه عمداً وعرضه على المصريين والعالم، في امتداد قذر لمخالفات اتفاقية جنيف للأسرى. فكم يكون تعويض ذلك؟

حساب الحق السادس: في خلال الحروب التي دارت مع الكيان الصهيوني، قام العدو بتلغيم سيناء، وتفنن الصهاينة في ترك ألغام من كافة الأنواع، وألغام ضد الأفراد، محرمة دولياً، أدت إلى شل التنمية في سيناء بعد استعادتها (أي على مدار 19 سنة) ولم تتم إزالة هذه الألغام التي تحصد أرواح المصريين البدو كل يوم، حتى الآن. لتنضم إلى 32 مليون لغم تركها لنا الإيطاليون والإنجليز والألمان في الصحراء الغربية تمنع التفاؤل بنجاح أي مشروع تنموي. فكم يكون التعويض الذي نستحقه عن ذلك بعد إزالة الألغام بخرائط تسلم إلينا؟

والقائمة طويلة ومفتوحة، غير أن هذه الحقوق الست تفوق في قسوتها وخسائرها كل تصور. وما يعنينا هنا هو أن نشير إلى أن كل حق من هذه الحقوق الست يتمتع بالمصداقية القانونية، ويعترف به القانون الدولي، ويجب عدم التلكؤ في المطالبة بهذه الحقوق عملا بمبدأ عدالة الأجيال الذي يسري على الحقوق التي لا تسقط بالتقادم. وهو يعني أن الجيل المتضرر والذي يليه هو الأولى بالتعويض، ثم الذي يليه ثم الذي يليه وهكذا، مما يجعل التعجيل بالمقاضاة الدولية أمرا تحتمه العدالة، حتى يقتص الموتور من واتره. وما انقضى زمانه، يجب المطالبة به من باب الحق التاريخي. اليهود يزعمون حقوقا تاريخية ويحصلون عليها عنوة، فكيف لا نحصل نحن على حقوقنا التي يعترف بها التاريخ والعالم، بل والكتب المقدسة أيضا، وعلى رأسها القرآن الكريم. فهل يؤمن قادتنا أم لا يؤمنون؟

ثم نحن وبعد تقاضي كل هذه الحقوق، نأخذ ما لنا ونقضي ما علينا، سوف يكون من حقنا ألا نبقي على هذه المعابد التي تدنس أرض الكنانة، ولسوف نطهر الدنس الذي تركوه، ونبني فوقه حديقة لأطفالنا، تضوع بالمسك والطِِّّيب، وليس بعفن اليهود. فيا قادة مصر، كونوا على مستوى المسئولية التاريخية يرحمكم الله.

نحو جالديران جديدة


نحو جالديران جديدة

أبناء العثمانيين وأبناء الصفويين.. وعودة إلى بدء

المشهد التاريخي المعاصر لا يختلف كثيرا عن إرهاصات المشهد التاريخي للصراع العثماني الصفوي في بداية القرن السادس عشر، وبالتحديد حينما أوقع العثمانيون بقيادة القائد الفذ سليم الأول الهزيمة الثقيلة في صحراء جالديران بجيوش الصفويين، ليهرب اسماعيل الصفوي تاركا في الأسر نخبة من قواد جيشه. ويدخل السلطان سليم الأول تبريز السنية الأصل ويرفع عنها ظلم التشييع الجبري.

فإيران التي كانت سنية بحكم انتشار الإسلام وفتحها على يد الفاتح المسلم سعد بن أبي وقاص، الذي اعاد الله على يديه بلاد العراق بعد أن كان الفرس يحتلونها وبعد أحداث معركة الجسر التي هزم الفرس فيها المسلمين وقتلوا اربعة آلاف مسلم، كانت معركة القادسية التي مهدت لدخول المدائن عاصمة الفرس ومقر إيوان كسرى، وتلتها معركة نهاوند التي كانت معركة القضاء على ملك الفرس و أدخلت بلاد الفرس تحت مظلة الإسلام، غير أن قلوبا فارسية لم تزل تدين بالمجوسية وتكيد للإسلام فيما سموا بالزنادقة.

ظلت فارس (إيران) دولة مسلمة سنية منذ فتح فارس عام 637 ميلادية (16 هجرية) حتى عام 1502 ميلادية، أي قرابة تسعة قرون، حتى تم تتويج اسماعيل الصفوي ملكا على إيران عام 1502م ليعلن إيران دولة شيعية ويفرض المذهب الشيعي بالقوة، ويأمر بالأذان الشيعي والشهادة الشيعية (أشهد أن علياً ولي الله) وتغيير حي على الصلاة / الفلاح (حي على خير العمل). ويجبر الإيرانيين على المذهب الشيعي ولا سيما أهل تبريز التي اتخذها عاصمة له.

وتتمثل المميزات الأساسية للمشهد التاريخي القديم في:

1- إيران دولة شيعية صفوية ذات أطماع توسعية على حساب المنطقة السنية

2- إيران تسيطر على جارتها العراق

3- إيران تسعى إلى تصدير المذهب لسني إلى المنطقة السنية لأهداف توسعية

4- تعدي إيران على جاراتها السنية وظهور خطر صفوي على لمنطقة السنية العربية

5- مرور المنطقة العربية بأزمة وتعرض الإسلام لغزو خارجي (مركزه العراق) يقطع أوصال المنطقة واستمرار آثار هذا الغزو وتداعياته على المنطقة.

6- فرقة العالم الإسلامي وضعف إرادة الحكام، وحاجة العالم الإسلامي إلى قوة تجديد حقيقية، تحشد إرادة المسلمين وتعيد لهم مكانتهم.

7- عدم ترشح أي قوة عربية بشكل حقيقي للعب دور الموحد لأشلاء الخلافة الممزقة

8- بداية ظهور الأمة التركية كقوة أساسية سنية في مواجهة التوغل الشيعي، وظهور بوادر الإصطدام بين القوتين.

9- تقرب تركيا إلى المنطقة العربية لتقوية البعد الإستراتيجي للصراع الموشك، وترحيب العرب بذلك لما يعانونه من ضعف أمام إمكانات التوغل الشيعي المدعوم من قوى غير إسلامية. وسعي هذه القوى إلى قلب الطاولة الإسلامية وتجنب الصراع المباشر مع المسلمين، وضربهم بعضهم ببعض.

10- تنحي مصر (تحت حكم المماليك) عن دورها الإقليمي، وضعف تأثيرها وفقدانها لميزة الحشد الشعبي للعرب والمسلمين، ودخولها في مرحلة ترهل إقتصادي واجتماعي واضح. وتآكل دولة المماليك ودخولها في مرحلة الإنتهاء.

وبدراسة هذه المميزات فلن نجد سوى فوارق شكلية بين المشهد القديم لما قبيل الصراع السني الشيعي، يتمثل في أشكال الحكم العربية، وطبيعة العلاقات فيما بينها. بينما نجد فارقاً أساسيا واحدا وهو وجود ممثل الحركة الصهيونية كمحتل لأرض فلسطين، ولعبه دوراً أساسيا في تأليب القوى الإسلامية بعضها على البعض، وتهديد الأمن القومي العربي والنخر في عظامه من خلال الطبقة الحاكمة على مختلف أشكالها في الوطن العربي. هذا فضلاً أفكار عنصرية تقسم المسلمين إلى أجناس، مثل فكرة القومية العربية والتي كانت السبب الأساسي في تقليم أظافر الخلافة العثمانية تمهيداً للقضاء عليها وتحديد إقامة الأمة التركية في حدود تركيا المعاصرة، وإذلالها.

ويبدوا أن عوامل التشابه بين الماضي والحاضر قد بدأت تتشابك لتغطي الخريطة السياسية والعسكريةن تمهيدا لدورة أخرى من التاريخ الذي لا يفتؤ يعيد نفسه. وها هو رئيس تركيا يعلن عودة الروح إلى الأمة التركية التي خرجت في الشوارع تنفي عن نفسها أن تكون نتاجاً لكيان لقيط هو حزب الإتحاد والترقي، وإنما هم أولاد العثمانيين.