الاثنين، 17 نوفمبر 2008

ألغام السلام وتخاذل الحكام

لن نتحدث عن الإختراقات المتتالية للمجتمع المصرى ، وسياسات الضرب تحت الحزام للإقتصاد المصرى خاصة على مستوى الإقتصاد الزراعى. ولن نتكلم عن تسميم المواطن المصرى وقتل أطفال مصر فى أرحام أمهاتهم. لن نتحدث عن مناهضة مصر على طول الخط فى المجتمع الدولى والكيد لها بكل محفل ولا عن الإيقاع بين مصر ورحمها العربى ومحاولة عزلها وتقليم أظافرها. ولن نتكلم عن اللعب بأمن مصر القومى ومحاولات تفجيرها من الداخل. ولن نقول بأن دعاوى السلام تتهاوى وتتداعى أواصرها لكل سبب من هذا الأسباب على حدة. لن نقول ذلك؛ فهو شىء غنى عن البرهان ولا ينكره إلا عميلٌ ذائع العمالة أو مخبولٍ أو من أصابه مس الجان.


ولكننا نتساءل بكل لغات العالم المتحضر والمطحون، وبكل ديمقراطية بوش الكاذبة وعدالة الشعوب الرافضة لها. نتساءل ولعل جواباً يأتينا من سفارة إسرائيل فى مصر، وهى نقطة الإحتلال الثانية بعد أم الرشراش( إيلات). ونغرس يافتة عليها سؤالنا فوق قبر سادات مصر وحسين الأردن. ماذا تعنى إنتهاكات حقوق المصريين البدو المتتالية؟ وماذا يعنى إهمال الأمم المتحدة الظالمة لقضية الألغام فى الأرض المصرية؟ وكيف لا تسلم إسرائيل وإيطاليا وانجلترا وألمانيا لمصر خرائط هذه الألغام، بل يتتحملون تكاليف إزالتها بأيديهم بعد إعترافهم بسيادة مصر على أراضيها، والذى يعد إعترافاُ بالعدوان من المفترض أن تستتبعه تعويضات الأذى وإزالة آثار العدوان، وتكاليف الفرص البديلة للإقتصاد المصرى والتى قد تفوق بدرجة كبيرة كل ما ينسب إلى مصر من ديون خارجية أو إلتزامات دولية مادية. نوجه سؤالاً خاصاً إلى كل من تبوأ كرسى وزارة الخارجية فى مصر فى عهد السلام الكاذب. إذا لم تكن قادرا على أداء الأمانة، فكيف تستحل راتبك الشهرى الذى يدفع لك من قوت أطفال مصر الجائعين وشبابها المشردين؟ وكيف تواجه الله يوم القيامة وفى عنقك أكثر من خمسة آلاف قتيل بهذه الألغام ؟
كيف يتحدث مسؤل مهما طالت قامته عن التنمية فى مصر ونصفها خارج إمكانات التنمية بسبب إثنين وثلاثين مليوناً من الألغام كل منها ينتظر فى خبث ليقتنص حياة مواطن برىء أو مستثمرٍ جرىء؟ وكيف يكون للكيان الصهيوني وإيطاليا وألمانيا وإنجلترا سفراء ينعمون كل يوم برغد الحياة فى مصر ويتشدقون بالمحبة والسلام وأيديهم ملوثة بدماء المصريين؟ إنهم يقتلوننا كل يوم وكل ساعة. إن التنمية فى مصر مشلولة وأى دعى يقول غير ذلك فهو كاذب.
باسم شعب مصر نرفض السلام الملوث بالمبيدات الحشرية وألغام الحرب، ونرفض السلام القائم على إمتهان حقوق الآخرين والعبث بأمنهم. كما نرفض السلام الذى يبنى على جثث الضحايا من إخواننا فى الدين وفى العروبة وفى المواطنة أيا كانت مشاربهم ومهما كانت خلافاتهم معنا. وأهم من ذلك كله فنحن نرفض السلام مع كل محتل لأرضٍ مسلمة وخاصة فلسطين ، حتى يعود كل يهودى إلى مكانه فى إحدى سلال القمامة فى أوربا والعالم لما بعد خطوط 1924.وليعلم كل من ينادى بالسلام مع هذه العصابات والمرتزقة اليهودية اننا لا نصدقه وأن السلام بينهم وبين شعب مصر أمر مستحيل واننا بكل ما نملك من صوت نصرخ فى وجه العالم قائلين " نكره إسرائيل"، وليعلم اى ممثل لإسرائيل فى مصر انه مكروه وان خيره وشره منبوذان، وأنه ينعم فى مصر لمحددات أخلاقية لدى المصريين فحسب، ولا علاقة لها بالود الذى لن يكون، فليحزم أمتعته النجسة و ليرحل غير مأسوفِ عليه.

ليست هناك تعليقات: