الاثنين، 17 نوفمبر 2008

الديكتاتورية خير من الفوضى ، والفوضى خير من الإحتلال

من المعروف فى العرف السياسى أن الوصول إلى المجتمع المدنى كان نتاج خطوات عديدة على مسار الفلسفة السياسية للمجتمعات والتى بدأت بما يسمى بالعقد الإجتماعى. وعلى صعيد إدارة الدولة فإن سيادة الدولة على أراضيها مقدم على توصيفات الحكم والحكام. فالشعوب الواعية لا تبالى بنوعية الحاكم أكثر مما يهمها إستقلال الدولة وسيادتها على أراضيها. ويعتبر قبول بعض العراقيين مثلاً لسلطة الإحتلال والتضحية بسيادة العراق على أراضيه فى مقابل التخلص من حاكمٍ لا يميزه عن سائر حكام العرب سوى أن الإعلام الصهيونى قد تولى فضحه، لهو دليل على قلة الوعى لدى هذه القلة التى رقصت فى بغداد آن سقوطها وما كان لهم إلا أن ينتحبوا ويقاوموا لولا جهلهم بأولوية السيادة.
والذى يهمنا هنا هو أن نشير إلى أن بقاء حاكمٍ فى السلطة ولو كان غير مرغوبٍ فيه، لهو أهون بكثير من التضحية بسيادة مصر على أراضيها وتسليم قيادتها لمحتلٍ لا يرقب فى مؤمنٍ إلاً ولا ذمة. والفرح بما يلقاه مسؤلون كبار فى الدولة من معاملة مزرية لدى أحبار وكهان واشنطن وأوربا سيكون له أثرٌ سيىءٌ جداً على مصداقية مؤسسة الرياسة مهما كان قائدها بعد ذلك والحط من قيمة مصر وتمهيد الإستهانة بها لصالح الأطماع الصهيونية العالمية. ولا أظن شعب مصر ليرضى بأن يعامل حاكم مصر مثل معاملة حاكم العراق، والذى رغم كل ما حدث لا يزال الحاكم الشرعى للبلاد ولا يعتد أكثر المتواطئين مع الإحتلال بتلك الحكومة العميلة وإن صرًّح بغير ذلك ليل نهار.
ولذلك نقول بأن ديكتاتورية الحكم هى أفضل عندنا من اللاحكم أو الفوضى ، والفوضى أفضل بكل حالٍ من الإحتلال الذى يأتى بحكومة عميلة لا تلبث أن ترتد إلى فوضى وصراع إجتماعى. ولننعم بذلك القدر اليسير من الحرية الذى ناضلنا كثيراً حتى نلناه، ولنساند قيادتنا ضد الهجمة الخارجية وإن تفاقمت خلافاتنا ووصلت عنان السماء، فسوف يأتى اليوم الذى يحل فيه التغيير بإرادةٍ أسبق من إرادة البشر ولنعلم أن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم. وإننا لنظن بأننا لم نتغير بعد بما يكفى لأن يغير الله ما بنا على الوجه الذى نتمنى. ولننتهز الفرصة ونبتر أطراف الفساد حتى تشل حركته ويموت بلا حراك. ذلك أقرب عند الله وأقوم. وليعض الذين يتربصون بمصر الدوائر أناملهم من الغيظ وليموتوا بغيظهم وإن الله لمخرج ما كانوا يحذرون وإنها لعائدة مصر إلى مكانها الذى غيبت عنه فى صدارة الشرق وقيادته.

ليست هناك تعليقات: